قبل أيام، استقبلت (في موقع زمانكم) رسالة من شاب أردني لم أكن أعرفه مسبقاً يقول فيها: يمكنني أن أوصلك إلى أرشيف يتعلق بقرية “الكتّة” (محافظة جرش)، وإذا كنت مهتماً اتصل بي.
أجبته: بالطبع نحن مهتمون. وبسرعة تعرفت على صاحب الرسالة؛ الأستاذ يوسف الغوادرة، ومباشرة شعرت بأن “الشغل الجد” قد بدأ فعلاً في موقع “زمانكم”. فهذا النوع من التفاعل هو المطلوب.
بعد يومين زرته في قرية “الكتة” الجميلة فعلاً. اصطحبني مباشرة وبجدية، وبدأنا العمل في تصوير الكثير من المواد الأرشيفية يتعلق بالمسيرة الاجتماعية وخاصة التعليمية للقرية. كان برفقته عدد من زملائه وأصدقائه الذين ساعدونا بمحبة وحماس.
هذه القرية المتوارية إلى يسار الطريق المؤدي من جرش إلى عجلون، فيها مدرسة تعود إلى عام 1920 ولا تزال قائمة. سيرة هذه المدرسة تختصر التاريخ الاجتماعي للمنطقة ككل وليس فقط “الكتة”، لأن المدرسة كانت تستقبل تلاميذ العديد من القرى المحيطة.
في الأثناء حضر إلى المكان رجل ثمانيني، فوجد الجلسة خاصة بالذكريات، فانخرط في الحديث؛ وأضاف كلاماً لا تقوله الوثائق والأوراق؛ قال مثلاً: إن مهام بناء وصيانة سور المدرسة والمسؤولية عنه، كانت مقسمة بين القرى التي يفد منها التلاميذ؛ فهذا القسم لقرية ريمون وهذا لقرية نحلة… وهكذا. قال هذا الكلام ببساطة، وربما لم يكن يعلم أنه بذلك يشير إلى نمط خاص من المشاركة والمسؤولية مارسه الأردنيون في عقود ماضية ببساطة وعفوية، بينما يتعب تنمويو اليوم وينفقون الكثير ويرهقونا بكلام كثير لا قيمة له عنها.
في الأيام القادمة، سيفتح موقع “زمانكم” سيرة هذه القرية، وبالتدريج ومن خلال ما هو متوفر من أوراق… شكراً مرة أخرى للأستاذ المحترم يوسف وزملائه.
في سياق آخر؛ لاحظت ان أحد القراء أجرى بحثاً في الموقع عن كلمة “عجلون”. من الواضح انه كان يبحث عن مادة في الموقع تخص عجلون.
بالطبع هذا القارئ غير معروف بالنسبة لنا، لكني أود أن أطمئنه إلى أن الموقع سيغطي –وفق المتاح- كافة المواقع والمدن، وبالطبع فإن مدينة مثل عجلون لها تاريخ اجتماعي اقتصادي خاص ستحظى باهتمام الموقع.
وكما قلنا منذ البداية، فإن محتوى موقع “زمانكم”، يُبنى بالتدريج، ومهمته مفتوحة، وأنتم شركاء فيها، فساعدونا على القيام بها… إلى اللقاء.
أحمد أبوخليل/ رئيس تحرير “زمانكم”