زمانكم– يمكنكم بسهولة قراءة الخبر المنشور أعلاه والذي يلخصه عنوانه المثير. غير أن الجديد هنا ان صاحبة الخبر لا تزال بيننا وقد زرناها في منزلها. وهي سيدة ثمانينية ولا تزال تتمتع برقة عالية ورهافة حس وصفاء ذهن، أطال الله عمرها.
هي السيدة عصمت الشعار زوجة المرحوم القائد النقابي موسى قويدر (أبو يوسف)، الذي تدور القصة حوله. فقد لوحق أبو يوسف لأكثر من سنة ونصف ثم ألقي القبض عليه ضمن أول حملة وجهت ضد الحزب الشيوعي في مطلع الخمسينات. وعندما أفرج عن المعتقلين بعد تولي الملك المرحوم حسين الحكم، تأخر الإفراج عن قويدر مقارنة بباقي رفاقه.
سوف نعود في مرات قادمة إلى أبو يوسف، النقابي الاستثنائي، ولكننا الآن سنكتفي بالمرور على قصة هذا الخبر كما روتها السيدة عصمت، وهي قصة تلقي ضوءاً على مرحلة خاصة في العمل الصحفي وليس فقط السياسي: فالحقيقة أن عنوان الخبر الصارخ هذا لم يكن دقيقاً، وقد صاغه الصحفي منسجماً مع سياق العمل الصحفي آنذاك؛ لقد كانت الصحافة مشاركة في حالة النشاط التي انطلقت في أجواء انفتاح سياسي يشبه على ما يبدو ما ساد عام 1989 وما تلاها.
لقد أراد الصحفي أن يشارك في عملية الضغط للإفراج عن النقابي قويدر، ووضع هذا العنوان الدرامي عن اعتقال شخص ليلة زفافه، وأن الزوجة انجبت ابنها طفلها الأول بينما زوجها في المعتقل، بينما الحقيقة أن قويدر اعتقل بعد قدوم طفله بحوالي اسبوعين.
على العموم، ليس مهماً اليوم مدى دقة الخبر، ولكن إعادة نشره تتيح لنا فرصة للنظر في مشهد سياسي وإعلامي كان له أثر امتد لزمن طويل.
في الأسفل تطالعون صورة للمرحوم موسى قويدر يوم الإفراج عنه بعد اعتقال آخر استمر في العامين 1976/ 1977.