عيسى أبو رمضان، من مواليد يافا 1936، بدأ العمل في ميكانيك السيارات في عام 1948 منذ أن كان فتى في الثانية عشرة من عمره، وتدرب على يد المرحوم فهمي أبو لبه في كراج للسيارات في نابلس. عام 1954 سافر الى بغداد وعمل في المجال ذاته حتى عام 1958 عندما عاد إلى نابلس وافتتح كراجه الخاص وعمل فيه لمدة سنتين.
في عام 1960 انتقل إلى عمان والتحق بشركة فولكس واجن، ويذكر أنه عند المقابلة للعمل سأله المدير عن شهاداته، فأجابه وقد رفع يده إلى أعلى: هذه شهادتي.
التحق بعدة دورات في الشركة الصانعة في المانيا، ويفخر هو وأبناؤه بمستوى المهارة العالية التي أبداها أثناء تدريبه وبالإعجاب الذي ناله من مدربيه. له ثلاثة أولاد يعملون في المجال ذاته، رغم انه حرص على تعليمهم الجامعي.
تدرب لديه العديد من الفنيين، وقد افتتح ثمانية من خريجي كراجِهِ، كراجات خاصة بهم في مواقع شتى من العاصمة، من بينهم ابنه الأكبر سمير، أما الابن الثاني نادر فلا يزال يعمل في الكراج الأصل، أما الثالث فقد افتتح محلاً لبيع قطع غيار السيارات.
لغاية ثلاث سنوات مضت كان أبو رمضان يمارس العمل بنفسه. بعد ذلك أخذ يتواجد يومياً في الكراج، يجلس مشرفاً يعطي بعض النصائح ويرجع إليه الفنيون في بعض التفاصيل.
يتأسى أبو رمضان لندرة الشباب المقبلين على تعلم الصنعة في السنوات الأخيرة من أبناء الجيل الجديد، ويتذكر كيف كان الآباء في السابق يُحضِرون أبناءهم ويطلبون ضمّهم الى المتدربين.
أثناء حديثنا، مر أصغر العمال أمامنا فقال أبو رمضان مشيراً إليه: هذا الولد أحضره أبوه وقال: ضعوه في الكراج واضغطوا عليه لعله يعرف قيمة المدرسة ويعود إليها، لكنه بعد أسابيع أحب الصنعة رغم ضغوطها، ولذلك يتوقع أبو رمضان له النجاح.