زمانكم–
الصورة المنشورة أعلاه، من أحد أحياء مدينة اربد عام 1971. ولكن الاحتفال بتعبيد الشوارع شكّل مشهداً عاماً في أغلب القرى والمدن الصغيرة وكثير من أحياء المدن الكبيرة.
كانت الشوارع تُرصف أولاً بالحجارة الصغيرة وتسوّى، يلي ذلك إحضار براميل من “الزفت” الكثيف، فيمكث أياماً بلا حراسة، أوبحراسة غير جدية، فتقام له الاحتفالات الخاصة؛ إذ يصبح مادة للعب، وتقطع منه الكتل الكبيرة والصغيرة فتتحول إلى مادة للتشكيل، بل إن كاتب هذه السطور يتذكر، انه وزملاءه، استخدموا قطع الزفت الصغيرة كعلكة في الفم، لها لذة لا يعرفها سوى من جربها جماعياً.
بعد ذلك، يجري حرق “الزفت” في البراميل ليتحول إلى سائل، فيعلو اللهب والدخان في مشهد جذاب، يجتمع حوله الناس. ثم تتواصل مراحل العمل الضرورية، إلى أن يتحول الشارع الترابي إلى شارع معبد مستوٍ، فيصبح ساحة للاحتفال الكبير على مدار عدة أيام، وخاصة مع قلة السيارات، إلى درجة أن لعبة “الدّحْدلة” في الشوارع، أي التدحرج من وضعية النوم، تنتقل من التراب الى الاسفلت.