زمانكم–
قبل عشرة سنوات، لاحظ محمد سليمان الشرع (أبو عصام)، أن الجيل الجيد في قريته الجميلة (راسون) لا يعرف ماضيه بما يكفي، فقرر البدء بتشكيل نواة متحف في منزله لكي يتمكن زواره الشخصيون من الأصدقاء والأقارب، من التعرف على تراث القرية.
ساحة المنزل الأمامية المكشوفة أسفل شجرة كرز كبيرة، شكّلت المكان الوحيد المتوفر لتلبية هذه الغاية. ثم بدأت المقتنيات تتزايد، فالرجل أصبح مولعاً بالأمر، ثم أخذ يجمع الوثائق والصور أيضاً، التي تتعلق بتاريخ القرية، وتاريخ الناس فيها.
اليوم يتكون المتحف الشخصي لأبي عصام من مئات القطع والوثائق والصور، وقد تمكن من وضع سقف من الخيش يخترقه جذع الشجرة، وقد رتب المقتنيات وفق تصور مناسب.
زرناه في متحفه؛ هو رجل في مطلع العقد السابع من عمره، بشوش ومرحب، يشرح بحماس عن موجوداته.
في الصورة أعلاه يقف أمام أحدأجنحة المتحف، وفي الصورة الثانية إلى أسفل تلاحظون المجسم “الطيني” الذي صنعه أبو عصام لقرية راسون عام 1950، وفي الصورة الثالثة تشاهدون مجسماً للدابة (الحمار) التي كان ينقل عليها الفلاح العجلوني العنب والتين، حيث تتدلى على الجانبين “السواطر”، وهي الصناديق الخشبية المصصمة لهذه الغاية. وفي الصورة الأخيرة، تشاهدون أبو عصام وهو يشرح عن بعض الأدوات ومن بينها فخاخ صيد الطيور ومناجل الحصاد وغيرها.
في المستقبل القريب سنعرض بعض الوثائق التي مكننا أبو عصام من تصويرها.
تعالوا بنا نحيي صاحب مبادرة فريدة، ينبغي ان تقوم بها مؤسسات الدولة، ولكن أبو عصام لم ينتظرها.