زمانكم-
الخبر أمامكم بالكامل، وهو يتضمن نص رسالة وجهها الملك حسين للواء محمد هاشم مدير الأمن العام في سنة 1963، ويمكنكم قراءة التتمة في الصورة إلى أسفل.
على القارئ المتسرع أن يتمهل، فالأمر لا يتعلق بتصفية نهائية لكل الأضابير الأمنية، فذلك غير معقول، ثم أنه لغاية تلك السنة، كان المئات من المعتقلين السياسيين ما زالوا في سجونهم واستمروا بعدها لسنتين، ولكن الأمر بالمقابل، لم يكن مجرد تصريح لا أثر له في التطبيق.
تتمة الخبر توضح اللبس؛ ففي الرسالة إقرار بأن الفترة السابقة (قبل عام 1963) شهدت درجة من الفوضى الأمنية بحيث كانت الإشاعات والضغائن الشخصية تلحق الضرر وتفعل فعلها، ونقتبس من الرسالة حرفياً: “أصبح الظن الآثم والشك القاتل تجارة ذوي الذمم الخربة الذين همهم الوقيعة بزيد وإيذاء عمرو”، والرسالة تطلب التدقيق في محتويات الأضابير “وترى رأيها المجرد المنصف في إتلاف كل ما كان فيه للوشاية والهوى نصيب، وكل ما استنفذ أغراضه من تلك القضايا والأضابير”.
في الواقع، ينبغي قراءة الأمر من زاوية النظر الرسمية، فالحكم بدأ يشعر انه تجاوز أزمة الخمسينات، وأصبح بمقدوره ترتيب أجهزته وأدواته في مواجهة الخصوم السياسيين، وصار بإمكانه تصنيفهم والتصرف حيالهم وفق هذا التصنيف الجديد.