زمانكم–
طور فلاحو الأردن تجربة غنية في مجال تخزين وحفظ الحبوب، وهناك مرونة عالية تبعاً لتنوع البيئات والمناطق الجغرافية؛ ففي سهول الشمال أساليب تختلف عنها في جبال عجلون أو مرتفعات السلط، وهي هنا تختف عنها في مناطق الأغوار أو في البادية، وحتى داخل البادية هناك درجة ملحوظة من التنوع.
هنا، سنتعرف فقط على نموذجين عرفهما فلاحو جنوب الأردن، وتحديداً في مناطق بدو الحويطات وعند فلاحي وادي موسى:
الصورة إلى أعلى تمثل إحدى طرق تخزين الحبوب في وادي موسى. فالمنطقة غنية بالتجاويف الصخرية التي استغلها الفلاحون وبنوا فيها غرفاً حجرية سموها “مَصَنّات” ومفردها “مَصَن“، وفيها يضع الفلاح فائض منتوجه ويغلقه في ظروف آمنة، وحتى في حالات الاعتداء وفتح المصن من قبل شخص غير صاحبه، هناك “قصاصو أثر”، متخصصون في متابعة اللصوص.
الصورة الثانية إلى أسفل، هي لقطة قريبة للمصن توضح بعض التفاصيل المعمارية؛ الفتحة الرئيسية وفتحة التهوية التي تعلوها.
الصورتين الثالثة والرابعة (إلى أسفل) تمثلان طريقة فلاحي المناطق الصحراوية في التخزين، وخاصة في مناطق الحويطات؛ يتم حفر حفائر في منطقة “جَلَدْ” أي صلبة نسبياً، وتسمى الحفرة الواحدة منها “مِطْمارة” وتجمع “مطامير“. ويجري إغلاقها والتمويه على مكانها بحيث لا يتعرف عليها سوى أصحابها.
في الحالتين؛ المطامير والمصنات، يتم التخزين عن طريق وضع طبقات من التبن أسفل وأعلى الحبوب حفظاً لها من التلف.
ملاحظة: الصور والمعلومات، مصدرها المادة الميدانية التي جمعت في سياق بحث واسع بإدارة ودعم البنك الأهلي الأردني، وقد صدر استناداً إليها كتاب موسوعي بعنوان “المعزب ربّاح”/ مداخل إلى تراث الانتاج الفلاحي البدوي وتقاليد الغذاء في الأردن“. وهو مؤلف مشترك لناهض حتر وأحمد أبوخليل. وسوف تكون لموقع “زمانكم” أكثر من عودة له.