احمد ابوخليل
يواصل أنصار حل القضية الفلسطينية عملهم في “الحل” منذ عشرين عاماً على الأقل.
يحصل هذا مع أن المطلوب وفق تجربة هذين العقدين هو “ربط” أو “إعادة ربط” تلك القضية باعتبارها قضية تحرر وطني من الاحتلال.
بعد كل عدوان، وخاصة بعد كل صمود، ينقسم “المعنيون” إلى فريقين: الأول يريد استثمار الموقف لمواصلة السعي لحل القضية الفلسطينية، والثاني يحاول إعادة ربطها بالمعنى المذكور، أي باعتبارها قضية تحرر وطني.
الرسميون يميلون إلى “الحل”، بينما تميل الشعوب (والمقاومة في الطليعة) إلى “الربط”. لاحظوا “تصريحات” المواطنين في غزة طيلة العدوان؛ جميعها تأمل بـ”الربط” من جديد، وهي مستعدة للتضحية في سبيل ذلك. بالمقابل لم تتوقف تصريحات الرسميين عن آفاق “الحل” التي يفتحها الحدث.
منذ مؤتمر مدريد (هل تذكرونه؟)، جرّب “الرسميون” حظوظهم، ففشلوا في “الحل”، لكنهم نجحوا في “الحلحلة”، لقد تمت “حلحلة” القضية الكبرى إلى قضايا صغيرة متناثرة:
تذكرون مثلاً عناوين: غزة أريحا أولاً، مناطق أ، ب، ج، حدود 67 أو بالقرب منها، القدس قبل الحل أو بعده، سلطة وطنية كاملة أم سلطة حكم ذاتي جزئي، من يسيطر على نقاط الحدود، الرئيس عرفات أم “برزدنت عرفات” (باعتبار أن كلمة رئيس تعني chairman). ثم جاءت عناوين مثل حدود ما قبل الانتفاضة الثانية (28 سبتمبر 2000 حسبما كان يكرر صائب عريقات)، وفك الحصار عن رام الله، ثم اتفاق طابا وورقة كلنتون وتقرير ميتشيل (الأول) وتفاهمات تينيت والمبادرة العربية وخارطة الطريق ومداعابات عبدربه – بيلين، ومشاورات “صائب وليفني”… وصولاً إلى مرحلة صراع فتح- حماس التي صاحبتها عناوين خاصة…إلخ.
كما ترون؛ القضية الفلسطينية “محلولة” كثيراً، ولو لم تكن “محلولة” لما كان العدوان بهذا الشكل والحجم… فلماذا لا نجرب “ربطها”؟