زمانكم-
السنسلة وجمعها سناسل، هي الأسوار الحجرية، وسميت كذلك لشبهها بالسلاسل. وفي الصورة إلى أعلى، ترون سنسلة حجر اسود، أو “حجر أزرق” كما يسمى في بعض المناطق، ومثل هذا الحجر يتكاثر في البادية الشرقية والشمالية.
تكمن الحرفة في بناء مثل هذا السور في إتقان البناء من طبقة واحدة من الحجارة، أي صف واحد فقط.
أما الصورة الثانية إلى أسفل، فهي لسنسلة “واطية” أي منخفضة وهي تنتشر في القرى والأرياف، وتفيد في الحد من انجارف التربة. وهي تبنى من عدة طبقات لتبقى ثابتة ازمن طويل، ولكنها هنا أيضاً من الحجارة لوحدها وتسمى سنسلة حجر ناشف.
مثل هذين السورين لم يكونا يستهدفان الناس، فقد كان بمقدور المارة أن يعبروهما، وفي كثير من الحالات تتوفر في السنسلة فتحات لهذه الغاية، فهي تستهدف الدواب بالدرجة الأولى.
هذا بعكس السنسلة في الصورتين الثالثة والرابعة، ففي الثالثة تظهر سنسلة حجر وطين عالية، لكنها هنا “فاسخة” أي بها فسخ بمعنى شق طولي، أما السنسلة الأخيرة فهي سنسلة من الطوب الطيني الذي عرفه الريف الأردني، ومثل هذه السناسل تعتبر أسواراً دائمة للدور.
رغم هذه العناية بالسناسل، فقد كان من المعيب على الرجل أو الشاب أن يمشي “بعروق السناسل”، أي بجوار السنسلة، ذلك لأن المشي “بعروق السناسل” خاص بالدواب، أجلكم الله.