زمانكم-
نشرنا سابقاً في موقع “زمانكم” تشكيلة أول حكومة في الأردن برئاسة رشيد طليع، وكان تشكيلها في 11 نيسان 1921. (تجدون المادة على الرابط: https://www.zamancom.com/?p=3053
في 23 حزيران من العام ذاته (1921) قدمت الحكومة استقالتها، وفيما يلي نص الاستقالة التي رفعها طليع للأمير عبدالله:
لأعتاب سمو مولاي الأمير المعظم أيده الله.
لما عهدتم سموكم لي بإدراة هذه المنطقة، أمرتم بأن الحكومة البريطانية وعدتكم بالمساعدة اللازمة لتشكيل قوة قادرة على تأمين الأمن فيها. وقد صرح بذلك السيد هربرت صموئيل (أول مندوب سامي بريطاني في فلسطين ثم شملت مسؤولياته الأردن- زمانكم) حين مجيئه لعمان، وقد مضى على تشكيل الحكومة نيف وثلاثة أشهر ولم تحصل على أقل مساعدة من الحكومة المشار إليها.
هذا فضلاً عن أنها لم تظهر ما كنا نتوقع إظهاره من التساهل والمعاونة في أمر تعيين ما يصيب هذه المنطقة من واردات الجمارك، فانضم لضعف القوة الضعف الناتج من الضيق المالي الذي جعل الحكومة تضطر للتشديد في تحقيق الأموال الأميرية وتحصيلها، فحصلت مسألة الكورة (أول عصيان وتمرد مسلح واجهته سلطات الإمارة بعد تأسيسها، وقد عرف فيما بعد باسم ثورة الكورة برئاسة كليب الشريدة وقد قمعته القوات البريطانية- زمانكم) ولم تتمكن الحكومة من تأديب أو تهديد المجرمين فيها، كما انها لم تتمكن لهذا السبب من إيفاء بقية وظائفها حسب رغائب سموكم.
وعليه بعد المذاكرة مع زملائي الآخرين، لأجل اتخاذ تدبير يحسّن الحالة الحاضرة، لم نر لها تدبير سوى تشكيل قوة تساعد الحكومة على العمل، الأمر الذي لم نتمكن من الحصول عليه.
ولذلك أتيت مقدماً لسموكم استقالتي مع هيئة الحكومة الحاضرة لتأمروا من تعتمدون عليه بتشكيل حكومة قادرة على العمل ضمن هذه الشروط.
وبكل الأحوال، الأمر لمولاي المعظم أيده الله.
17 شوال سنة 1339
الموافق 23 حزيران سنة 1921
الكاتب الإداري ورئيس مجلس المشاورين
رشيد طليع