سجن الجفر، أشهر السجون في بلادنا على الإطلاق، بدأ العمل به منذ مطلع الخمسينات، لم يكن قبل ذلك سجناً، بل نقطة امنية صحراوية. يروي نزلاؤه الأوائل أنهم قاموا بتنظيف أول بركس أقاموا به وقد كان مملوءاً بالتبن.
إلى زمن قريب كان موقع السجن في عمق الصحراء يعد مكاناً بعيداً موحشاً، لم تكن الطريق إليه معبدة، بالرغم من أنه مقام قرب قرية قديمة مسكونة تحمل الاسم نفسه “الجفر”.
اشتهر كسجن للسياسيين، ودخله ألوف منهم في الخمسينات والستينات، ومن شتى الاتجاهات السياسية، ولكن كان النصيب الأكبر للشيوعيين، فهم الذين افتتحوه كسجناء سياسيين.
قبل أعوام اتخذ قرار بإلغائه كسجن، وتم تحويل إدارته الى مؤسسة التدريب المهني ليصبح مركزاً لها في منطقة الجنوب.
من المؤسف أنه لم تجر عملية توثيق للسجن وخاصة للجانب المعماري فيه. ومع صدور قرار الإلغاء، تم الاكتفاء بتنظيم زيارة للصحفيين برفقة المسؤولين.
بعد أشهر من بدء عملية إعادة إعمار السجن كمركز تدريب، زرناه وتجولنا في أنحائه. والتقطنا بعض الصور نعرض قسماً منها هنا. كان البناء وقتها قيد الهدم والترميم، ولكنا استطعنا توثيق بعض المشاهد فيه من الزمن السابق.
أكثر ما يلفت الانتباه متبقيات كتابات السجناء على الجدران، وكما يتضح من الصور أنه تم طلاء الجدران أكثر من مرة، ولو وُجِد مَن يعتني بالتاريخ السياسي للبلد، لَجَرَت عملية تسجيل لطبقات الكتابة على تلك الجدران.. وكان يمكن أن يشكل ذلك وثيقة هامة.
تعالوا نأخذكم في زيارة متأخرة، ولكن من خلال الصور فقط.