زمانكم-
منذ يومين، في الخامس والعشرين من هذا الشهر/ تشرين ثاني 2014، رحل عنا جميعاً وعن عاصمتنا عمان بالذات، واحد من أخلص أبنائها، ومن أكثرهم فهماً لها واقتراباً من شخصيتها.. وفي مرحلة لاحقة، من اضطراب شخصيتها.
إنه المعماري والمثقف والإنسان المهذب جعفر طوقان.
عمل الكثير وكتب وحاضر وناشد وصرخ كثيراً لأجل هذه المدينة التي رافقها منذ عقود الخمسينات والستينات حيث “تشكلت شخصية عمان التي نحب” كما كتب ذات مرة،حينها كما أضاف راحلنا: “لم يحاول انسان هذه الحقبة أن يستمد قيمته من فخامة مسكنه، بل كان المسكن يعبر عن وظيفته الحقيقية دون ادعاء“.. حينها “كان النتاج المعماري متميزاً.. عكس استمتاع صاحبه ومهندسيه وبانيه على حد سواء“.. ثم واصل راحلنا صداقته للمدينة حتى آخر عمره.
فيما يلي نعرض صفحات، ربما تكون آخر ما كتبه قبل دخوله في مرحلة المرض القاسية، وكانت بعنوان “عمان مدينة لا يحبها أحد: لا الأغنياء ولا الفقراء“، وهي الفصل الخاص به في كتاب “عمان.. مدينة الحجر والسلام” للكاتبة االفرنسية الجزائرية مريم العبابسة، وقد نشر الكتاب بالفرنسية وترجم إلى العربية. والصورة في الأعلى من النسخة الفرنسية.