زمانكم-
السنة التي تلت هزيمة 1967 كانت سنة خاصة فيما يتصل بالحياة السياسية.
اعتماداً على الأرشيف، فإن فترة الاحباط والسكون لم تستمر سوى أشهر، تلتها حالة متسارعة من استعادة أجواء الثقة والأمل، وقد بلغت ذروتها قبيل وبعد معركة الكرامة. وبالمناسبة لم تكن معركة الكرامة وحيدة، إلى درجة انها لم تسم كذلك إلا بعد أسابيع، وقد ظلت تحمل تسمية “مواجهة الـ 8 ساعات“.
كانت العنوان الرئيسي لتلك المواجهات هو المقاومة الشعبية والجيش، وكانت التقارير الصحفية تتحدث عن تصدي القوة الشعبية إلى جانب الجيش أو العمل الفدائي والجيش. ولم يكن الأمر يختلف كثيراً بين الخطاب الرسمي والشعبي.
إن التغير الرئيسي في اللغة السياسية حصل مع نهاية 1968 ومطلع 1969.
تعالوا نتأمل بالخبر المنشور هنا، عن إحياء الذكرى السنوية الأولى للهزيمة، أي في 5 حزيران من عام 1968.
أقيمت مسيرة كبيرة انتهت بمهرجان في عمان ومسيرة أخرى في إربد.
لاحظوا قائمة المتحدثين التي ضمت إلى جانب الشخصيات المحلية كلمات لجهات عربية وأجنبية، ثم وجه الملك رسالة من خلال سليمان النابلسي إلى المهرجان. لقد كان الأردن بعد معركة الكرامة محور اهتمام العواصم المختلفة عربياً ودولياً.
في الصورة الأخيرة (إلى أسفل) لقطة من مسيرة أقيمت في إربد، لاحظوا شعاراتها الرئيسية “التجمع الوطني يحيي جيشنا الصامد ووحدة العمل الفدائي” و “المقاومة الشعبية المنظمة المسلحة سند للجيش“.
بالطبع فإن “التجمع الوطني” الذي نظم المظاهرات هو الإطار الذي جمع المعارضة والقوى الوطنية الأخرى.