زمانكم- أحمد أبو خليل
في سياق بحث ميداني أقوم به حالياً في إحدى مناطق البادية الجنوبية، زرت قرية “الفرذخ” وهي قرية جميلة تقع في منتصف الطريق بين معان ووادي موسى، وهي واحدة مما يعرف بـ”قرى النعيمات”.
التقيت بأربعة شباب كانوا يقومون بإطعام عدد من الماعز في إحدى الخرب (أي يعلفونها)، وسرعان ما عرفت أنهم طلاب جامعيون من مختلف التخصصات، يعملون في تربية الحلال بعد الدوام وأثناء العطل. وهذا اللقاء واحد من بين عشرات اللقاءات التي تثبت زيف الرواية الرسمية عن أبناء القرى والبادية، التي تقول إنهم ينفرون من العمل المنتج.
غير أن هذا ليس موضوعنا الآن..
تفاجأت بأن القرية لا تزال تحوي عدداً من أفران الطابون العاملة، التي لا تزال تستخدم الزبل كوقود.
بالفعل، توجد كومة كبيرة من الزبل المجفف، إلى جانب الأفران، وفي الداخل طابون كامل المواصفات:
ترون في الصورة أعلاه الطابون وقد غُمر في الرماد، وهو في الأصل على شكل قبة، يوضع الزبل على حوافها من الخارج (أساس الطابون ويسمى اختصاراً ساس الفرن)، وترون غطاء فتحة الفرن والتي تسمى “سْدادِه”، كما تظهر القطعة الخشبية التي يتم تحريك الرماد والزبل الملتهب بها وتسمى “مقحار”، من الفعل قحر يقحر بمنى ازاح. اما أرضية الفرن فقد رصفت بالأحجار التي تسمى “رَظَف”، وهو ما يعني أن هذا الطابون ينتج الخبز المعروف بـ”الرظافي”.
ْفي الصورة إلى أسفل ترون لقطة عامة للفرن، وفي الصورة الأخيرة ترون سقف وجدارن الفرن وقد غطتها طبقات من الدخان الذي يتخذ مع الزمن أشكال متنوعة، ويسمى هذا الدخان “نَجَج”.
ملاحظة: التسميات الواردة لأجزاء الفرن ومفرداته تستخدم في مناطق الشمال، ومن المحتمل وجود بعض الاختلاف في التسميات في مناطق أخرى.