زمانكم-
هذه مقالة طريفة للغاية وتصلح للقراءة من زوايا مختلفة؛
كتبها الصحفي الشهير المرحوم ابراهيم سكجها في الذكرى الأربعين لوفاة الباشا فلاح المدادحة (4 تموز 1965). والمدادحة هو وزير داخلية شهير في الخمسينات (وعرف بقصة قيامه بتبليغ كلوب باشا قرار ترحيله من الأردن خلال 24 ساعة)، وقبل ذلك شغل المدادحة منصب الحاكم العسكري والإداري العام في الضفة الغربية بعد النكبة.
يروي سكجها قصة لقائه الوحيد مع الباشا عام 1950 عندما كان الأخير حاكماً عسكرياً عاماً في الضفة الغربية. والقصة تصلح للإشارة إلى نمط علاقة السلطة السياسية بالصحافة في ذلك الزمن التأسيسي في حياة الدولة الأردنية.
تقول القصة باختصار، ان سكجها نشر في صحيفة كان يحررها مقالاً أثار غضب الباشا فاستدعاه مخفوراً. لكن سكجها توسط لدى حمد الفرحان (الشخصية الوطنية والذي كان حينها يعمل مراقباً عاماً للمطبوعات) بأن يعفيه من قصة “مخفوراً”. وبالفعل أجرى الفرحان اتصالاته وأبلغ سكجها، ان بمقدوره الذهاب لوحدة لمقابلة المدادحة في القدس.
يطلب المدادحة من سكجها أن يبلغه اسم كاتب المقال، فيعتذر سكجها بحجة أصول المهنة، فيهدده المدادحة (بطريقته) بصلاحياته كحاكم عسكري عام. يوافق سكجها على ذكر الاسم مقابل أن يقسم الباشا أنه لن يمس الكاتب بسوء، فيقسم المدادحة، ويفي بقسمه كما يقول سكجها.
يحصل بعد ذلك بشهور أن يتم إيقاف مجلة أصدرها سكجها، فيرسل المدادحة إلى سكجها عرضاً بالمساعدة على استئناف الصدور.
من المؤكد أن اختصارنا للمقالة أضر بمحتواها وبطرافتها، ندعوكم لقراءتها كاملة، وإلى الترحم على شخصيتيها: فلاح المدادحة وابراهيم سكجها.