كانت الأجواء التي تلت نكبة 1948 سريعة التقلب؛ وتقدم عناوين صحف تلك السنوات صورة عن ذلك:
فبينما عكست صحيفة “النهضة” اليومية الأردنية التي أصدرها اسماعيل البلبيسي في منتصف عام 1949، أجواء تلك المرحلة عن طريق عنوانها الرئيسي في العدد الصادر في حزيران 1949: “حل القضية الفلسطينية بات وشيكاً”، فإن المزاج العام سرعان ما تغير وهو ما تعكسه صحف السنوات التالية.
فمما جاء في صحيفة “الحوادث” الاسبوعية التي كان يصدرها مسلم بسيسو، وفي العدد الصادر بتاريخ 18 أيار 1953، عنونت “اليوم الأسود.. يوم الذل والعار.. 15 أيار” وجاء فيه: “في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات، اجتاحت جيوش الدول العربية السبع الأراضي المقدسة، وكان قصدها أن تؤدب عصابات اسرائيل، وكانت غاية غاياتها أن تحرر فلسطين من هذه العصابات الصهيوينة، فحررتها -ويا لسخرية القدر- من أصحابها وأهلها العرب الذين أصبحوا اليوم لاجئين لا يستطيعون التأوه أو الصراخ”.
ارتفعت وتيرة الحماس في منتصف الستينات، وهو ما عكسه، على سبيل المثال، عنوان صحيفة “عمان المساء” الأسبوعية في عددها الصادر بتاريخ 11 أيار 1964 حيث جاء على شكل سؤال: “كيف نستقبل 15 أيار هذا العام” ولكن الأهم أنها نشرت مقارنة من خلال صورتين؛ واحدة تشير الى عام 1948 حيث تصور مجموعة من اللاجئين التعساء، بينما تشير الصورة الأحدث، الى عام 64، حيث تقدم مشهد تدريبات عسكرية لجنود استعداداً للقتال.
في السنة التالية، 1965عنونت صحيفة “الدفاع” شبه الرسمية في عددها الصادر في 14 أيار، بالمانشيت التالي “نطق ملكي في ذكرى 15 أيار” ” تعليمات سامية بتدريب المواطنين عسكرياً لمواجهة مسؤولياتنا”، وهو ما يشير الى مستوى التفاعل مع الحدث، ويلاحظ كذلك في الصفحة ذاتها، عنوان بارز في رأس الصفحة عن “عشر دول عربية قطعت علاقتها مع ألمانيا” بسبب قرار الأخيرة دعم إسرائيل عن طريق التعويض المالي بعد الحرب العالمية، وكان الأردن من بين هذه الدول كما يشير الخبر المنشور بعنوان: “الأردن قطع العلاقات مع ألمانيا.. أسبابنا ترعى مصالحنا”.