الحنت، هو قطعة من الحجر مستطيلة الشكل تستخدم في إغلاق الجزء العلوي من فتحة الباب الرئيسي لحوش الدار. في الصورة أعلاه فإن الحجر الأبيض العلوي الذي يعتلي الباب، هو الحنت.
الحنت ضروري لأكثر من غاية: فهو يحوي عند طرفه الأيمن تجويفاً دائرياً، لكي يرتكز فيه المحور الذي يتحرك حوله الباب، والمحور عبارة عن قضيب خشبي كبير. ويسمى هذا القضيب الخشبي “صَعْرور”، بينما يسمى التجويف الدائري فيه: “كرنيب”، ومن الأسفل يرتكز “الصعرور” على قاعدة حجرية تُدفن في الأرض بها فتحة مقابلة يرتكز إليها الطرف الثاني من “الصعرور”، ويسمى هذا الجزء “صوص ونقطة”.
نقدر صعوبة المصطلحات، ولكنها تفيد في معرفة مدى تعقيد العمارة الشعبية.
أما الغاية الثانية من الحنت، فهي ذات طابع اجتماعي ثقافي، ولهذا هناك أشكال متعددة له. فكلما كان باب البيت عالياً وواسعاً كلما دل على مكانة صاحبه، وهذا يحتاج إلى “حنت مناسب.
لكن إذا قيل عن شخص أنه “طخّه حنت”، بمعنى ارتطم رأسه بحنت وجرح، فهذا يعني أنه عاد إلى رشده، لأنهم يعتقدون أن نزيف الدم يجعل الشخص يستيقظ، غير أن أسوأ أنواع الحوادث أن يقع عليك حنت، فحينها الله يستر!
ملاحظة: الصورة من قرية عمراوة شمال الرمثا