أحمد أبو خليل/ رئيس تحرير “زمانكم”
تعالوا نتذكر آخر ما دار في ذهن شهدائنا.. على الأقل وفق ما وصلنا عنهم:
نقصد على وجه التحديد، الشهداء العرب منذ أن أعادوا طرح قضيتهم كعرب في أواخر العهد العثماني مروراً بالمستعمر الغربي وصولاً إلى العدو الصهيوني، ثم إلى الأدوات الجديدة لهؤلاء الأعداء.
كانت آخر كلمات عمر المختار تتحدث عن وطنه وأمته ودينه، واشتهرت كثيراً العبارة التي قالها يوسف العظمة قبل استشهاده في ميسلون: “من أجل أن لا يقال إن الفرنسي دخل دمشق بلا مقاومة”، وكانت آخر كلمات صدام حسين حول الأمة وفلسطين، مثلما كانت آخر كلمات وصفي التل، خطابُه الهام عن استراتيجية الدفاع العربي ضد العدو الصهيوني، وكانت آخر كلمات عماد مغنية نقاشُه مع مقاومين فلسطينيين في اجتماع تنسيقي لدعم المقاومة، مثلما كان عبدالعزيز الرنتيسي برجولته الطاغية في آخر كلام سمعناه منه يتحدى العدو ذاته والقاتل ذاته..
من فضلكم، لا تقولوا: هذا “خلط للحابل بالنابل”.. إن “حابلنا ونابلنا” هنا، هم شهداء أنهوا حياتهم مخلصين لما اقتنعوا به، وأمرهم الآن بين يدي ربهم، فهو الوحيد القادر على “تصنيفهم”.. أما بالنسبة لنا في الدنيا، فإنهم بنظر شعوبهم، شهداء ثبتوا حتى الرمق الأخير على مبدأ وطني أو إنساني أو ديني أو قومي اعتنقوه، وضَحّوا في سبيله بحياتهم، ونالوا المكانة المحترمة الثابتة..
شهداؤنا الكبار، قد يكونوا اختلفوا فيما بينهم، أو اختلف الناس معهم أو حولهم، وقد يكونوا ارتكبوا أخطاء أو خطايا… ولكن بعد استشهادهم، لهم جميعاً التقدير والمهابة إلى الأبد، حتى لو واصلنا الاختلاف مع “جماعاتهم”، ومهما كان مصير الفكرة التي حملوها.
وبالطبع قائمة الأسماء طويلة لا تنتهي.. من مراكش للبحرين.
ننوي في موقع “زمانكم” تخصيص باب جديد حول الشهداء، عربي هذه المرّة، فعنوان الشهادة لا يفرّق بين وطن وآخر، لأن القاتل واحد.
شهداء أمتنا؛ عنوان كبير، عابر للأوطان الصغيرة وللمناطق وللطوائف وللعشائر والجماعات والشلل، هم منارات ماضينا، وهم ضمانتنا لمستقبلنا.. فهل توافقون؟
ناقشوا معنا الفكرة.. هدفنا إيجاد نافذة نسهم فيها، ولو بدور متواضع، في محاولة الخروج من هذا “العفن السياسي” الذي يكاد يعمي الأبصار.