منيف الرزاز وعبدالرحمن شقير يقودان مظاهرة أمام الملك المؤسس عبدالله من دون حطة وعقال! (1948)


زمانكم-
من الحكايا الطريفة في العمل السياسي الأردني، الحكاية التالية التي رواها الدكتور عبدالرحمن شقير في مذكراته التي نشرها بعنوان “رحلة العمر من قاسيون إلى ربة عمون“:
مع بدء حرب عام 1948، وعندما عقدت الهدنة الأولى مع العدو، احتج الشباب، وساروا في مظاهرة باتجاه قصر الملك عبدالله الأول، وحينها كانت أغلب المسيرات الاحتجاجية تتخذ هذه الجهة.
كان الدكتور شقير مشاركاً في المسيرة إلى جانب رفيقه الدكتور منيف الرزاز، وكانا من قادة العمل السياسي ضمن حزب البعث.
يكتب الدكتور شقير أن: “الملك خرج إلينا مكفهر الوجه، واغتنم فرصة سير بعضنا عاريي الرؤوس، ومن بينهم الدكتور منيف الرزاز، فتوجه الملك بخطابه إليه وأنبه تأنيباً شديداً، وعنفنا جميعاً مشيراً إلى أن شباباً كهؤلاء عاري الرؤوس أشبه بالفرنجة لا يستطيعون الدفاع عن بلادهم، وخير لهم وأجدى، لو عادوا واعتمروا الكوفية والعقال، دلالة على رجولتهم وعدم سيرهم على منوال الأجنبي، إذ أن هذا يدل على أن المتظاهرين غير قادرين على تحرير بلادهم وهم لا يحافظون على تقاليدها وعاداتها!!
يكمل الدكتور شقير، أن الملك استطاع بذلك أن يحتوي المظاهرة ويجعلها ترجع بخفي حنين دون ان تعلن مطالبها!
لكن شقير يضيف إنه أثناء كلام الملك، استل حطة وعقالاً ووضعهما فوق رأسه ونجا من التأنيب المباشر.