زمانكم-
في تشرين ثاني 1972 عقد في عمان مؤتمر اقتصادي لنقاش خطة للتنمية الاقتصادية في الأردن.
قائمة الحضور مفاجئة في تنوعها، فهي تشمل العديد من الدول من الشرق والغرب، والعديد من المؤسسات الدولية والشركات الكبرى العربية والأجنبية. وتشاهدون في الأسفل لقطة من جلسة الافتتاح وأسماء بعض الوفود. (يمكن مثلاً مقارنتها باللقطات التي تنقلها الصحف من “دافوس البحر الميت”).
المفاجأة الأكبر في “المرافعة التنموية” التي افتتح بها المؤتمر الدكتور خليل السالم محافظ البنك المركزي.
قدم السالم بعض ملامح سيرة التخطيط في الأردن، وهو يؤكد للحضور أن الخطة التي بين أيديهم هي إنجاز وطني بالكامل، من دون أي تدخل غير أردني.
(لاحظوا أن الافتخار حينها كان بـ”الوطني” مقارنة بما هو حاصل حالياً حيث يعتز المخطط بعدد الخبراء الذين تمت الاستعانة بهم!!).
للمهتمين يمكن (ولو ببعض الصعوبة) قراءة الكلمة، وسوف تلاحظون اللغة المستخدمة من حيث فهم التنمية كعملية شاملة، ولم يكن السعي نحو نسب النمو أمراً ملحاً، بل الأساس هو محتوى النمو. والسالم يشرح مفهوم الدولة للعلاقة بين القطاعين العام والخاص، كما يقدم رؤيته للمساعدات الخارجية، ويذكر بأن السعي للاستغناء عن المساعدات هو الهدف، وانه كان هدفاً واقعياً إلى مرحلة ما قبل 1967.
ومن المؤسف أن نجاح المخططين في الزمن الحالي يقاس بقدرتهم على تحصيل التمويل الخارجي (القروض والمنح…).
المشتغلون بالتنمية لا ينتبهون إلى تجربتين هامتين: مطلع الستينات ومطلع السبعينات. هما تجربتان في إدارة الاقتصاد في ظروف الأزمة. وبالتأكيد سوف نعود في “زمانكم” إلى تفاصيل هذا الموضوع.