زمانكم-
في حزيران 1975 قام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بزيارة لعمان استمرت عدة أيام رداً على زيارة قام بها الملك الراحل حسين لدمشق.
التقى زعيما البلدين في حفل استقبال وتبادلا كلمتين تبدوان اليوم وكأنهما تنتميان إلى زمن غريب!
تأملوا المقتطف التالي من كلمة الملك حسين: “ولئن كان للتاريخ العربي منذ أقدم العصور، سجل واحد تتجسد فيه وحدة أمتنا، على ترامي ديارها، فإن لسورية والأردن من ذلك السجل، فصلاً متحداً تتوحد فيه الوجوه وتتلاحم القلوب، وتمتزج فيه الدماء وتختلط التضحيات، وتتلاقى فيه الآمال وتتوحد الآلام، فلقد كان الطريق ما بين الفيحاء والبلقاء، طريقاً خطه الله وسار عليه محمد رسول الله، ثم عبدته المواكب العربية عبر التاريخ، في صراعها الطويل مع الغزاة الطامعين.
“ومنذ مطلع هذا القرن، تنوعت في ذلك الفصل العناوين، وتعددت الأبواب، ولكنها كانت كلها غنية بهذه الحقيقة مزدحمة بها. ففي عمان عاش الشقيقان قضية الاستقلال والبناء والتقدم جنباً إلى جنب، وفي دمشق كافح الشقيقان من أجل الحرية والنمو والنهضة، قلباً إلى قلب. وحين شبت النار هنا على سفوح البلقاء وقمم عجلون، أو تفجر البركان هناك على ذرى جبل الشيخ وهضاب الجولان، كان بعض وقودها ذلك الجسد الطاهر، نصفه من دمشق ونصفه من عمان”.
وتأملوا المقتطف التالي من كلمة الرئيس الأسد: “لم يعرف الأردن وسورية عبر التاريخ حداً يباعد بينهما ولا فاصلاً يفرق بينهما، بل كان البلدان كياناً واحداً وبلداً واحداً. وإذا كنا اليوم نعيش في كيانين متجاورين، فإن هذا لا يغير من الحقيقة التاريخية وفاعيلتها في تقرير مستقبلنا، وهي اننا أبناء الشعب الواحد والمصير الواحد.
“سأظل أبداً أشعر بالطمأنينة والزهو، وانا اتذكر هتافات جموع شعبنا العربي الأردني، منذ ان وطئنا أرض هذا البلد الطيب، وهي تهتف أول ما تهتف: شعب واحد، جيش واحد. هتاف له رنين خاص يهز المشاعر”.
“أوجه التحية إلى الجيش العربي الأردني الباسل، وأقف وقفة خشوع وإجلال لهؤلاء الشهداء من جيشنا العربي الأردني البطل الذين استشهدوا وهم يدافعون عن أمتهم بإباء وشرف، فرووا بدمائهم أرض الجولان، وتنامت قدسية الأرض عندما امتزجت دماء جندينا في الأردن بدماء جندينا في سورية”.
نشرنا في “زمانكم” مادة أخرى عن تفاصيل تلك الزيارة تجدونها على الرابط: https://www.zamancom.com/?p=5931