زمانكم-
من القصص السياسية الأردنية في فترة التأسيس:
في سيرته التي نشرها بعنوان “الأردن لمن؟”، ينقل العميد المتقاعد بادي عواد الرديني، أطال الله عمره، حادثة سمعها من والده تعود إلى مطلع عشرينات القرن الماضي، عندما كانت “الوحدة الوطنية هي الدم الذي يجري في عروق الأردنيين من شماله إلى جنوبه”، كما يقول الرديني في كتابه.
تقول القصة، التي ننقلها هنا كما نشرت مع قليل من التحرير للاختصار:
بعد نشوب ما عرف بثورة كليب الشريدة، اجتمع الأمير عبدالله مع شيوخ العشائر الأردنية، وفي الأثناء خاطب الأمير الحضور قائلاً: هل يرضيكم أن كليب الشريدة يريد أن يصبح أميراً عليكم مكاني؟
عندها نهض الشيخ حسين الطراونة وقال: هل قمت يا سمو الأمير بشتم كليب الشريدة؟
ثم احتد النقاش بين الأمير والشيخ إلى درجة أنهما تشابكا، فألقى الطراونة “لفحته” على الأرض تعبيراً عن غضبه، فبادر الحضور بحجزهما عن بعضهما البعض، وبعدها يغادر حسين الطراونة راكباً فرسه إلى الكرك.
أعقب ذلك أن رفيفان المجالي نهض غاضباً وقال: “والله من ضرب حسين الطروانة كأنه ضربنا جميعنا نحن زعماء الأردن”. هذا علماً بأن الطراونة والمجالي كانا يتزاحمان على زعامة الكرك، لكنهما في لحظات الشدة كانا لبعضهما.
وعندما غادر المجالي، قامت معه باقي الزعامات وغادروا ديوان الأمير، فلحق بهم الأمير شاكر وأعادهم، ليذهب الجميع ومعهم الأمير جاهة لحسين الطراونة حتى يراضوه مع الأمير، ومن هناك ذهبوا إلى كليب الشريدة في السجن وأخرجوه”.