زمانكم-
(من حكايا العمل السياسي في الأردن)
في مذكراته التي حملت عنوان “أوراق ليست شخصية“، روى المرحوم الدكتور نبيه ارشيدات الواقعة التالية:
في أيار من عام 1941، انفجر الوضع في العراق وحدثت فيه ثورة ضد الانجليزعرفت بثورة رشيد عالي الكيلاني، وهو رئيس وزراء مناوئ للانجليز وتحرك مع عدد من الضباط الوطنيين في قيادة الجيش العراقي.
نالت الثورة تعاطف جمهور واسع خارج العراق، ومن ذلك الجمهور الأردني، حيث تحركت في عمان مظاهرة اتجهت إلى قصر الأمير عبدالله الذي استقبلها غاضبا وأمر بتفريقها.
،يكمل ارشيدات أنه بحث مع أصدقائه أمر الانضمام للثورة العراقية وأخبر بعضهم بما يلي: “سوف أذهب لزيارة الأمير طلال وأخبره بالأمر واتوجه إليه للانضمام للثورة وقيادتها، فذهبت إليه وقلت له إن الثورة حدث عربي وكبير، وإذا ذهبتَ يا سمو الأمير، سوف ينضم إليها عدد كبير من الشباب العرب وسوف نحرر العراق ثم نذهب إلى سورية ونحررها من الاستعمار الفرنسي، ثم ناتي إلى الأردن ونطرد الاستعمار البريطاني، ونقيم أول دولة عربية متحررة، فنظر إلي متعجبا وقد أثر حماسي فيه، وفكر قليلا وقال: خلينا نفكّر يا نبيه”.
بالطبع، بعد أيام أعلن عن فشل الثورة وانتهى اقتراح نبيه رشيدات.
* الدكتور نبيه ارشيدات هو من أوائل الأطباء الأردنيين وهو بشهادة كثيرين يعد أول الشيوعيين الأردنيين، وهو الذي عرّفالدكتور يعقوب زيادين وغيره على الحزب، وأسسوا مع آخرين، بدايات العمل الشيوعي الأردني.
كان والده عبدالرحمن ارشيدات من كبار رجال الإدارة في الأردن، وكان قريباً من الأمير عبدالله (الملك المؤسس) وفيما بعد أصبح عضوا في لجنة الوصاية على العرش، وكانت له مع الأمير طلال صداقة شخصية، ويروي عن الأمير كرهه المبكر للانجليز.