زمانكم-
في سنة من سنوات ثلاثينات القرن الماضي، كان شاعرنا الكبير عرار يشغل منصب مأمور إجراء عمان، وحصل أن أقرت الحكومة ضريبة قيمتها 6 دنانير على كل من يملك قطيعاً من الماشية، وكان هذا حينها يعد مبلغاً كبيراً.
كان المرحوم فارس يوسف اللوزي أحد الذين فرضت عليهم تلك الضريبة، فتوجه إلى زعيم عشيرة اللوزيين المرحوم الشاعر عبدالله اللوزي (أبو قبلان) (1900- 1976) وأبلغه بمذكرة التحصيل الصادرة عن دائرة اجراءات عمان، وأنه لا يستطيع دفعها.
تحرك الشاعر أبو قبلان إلى الشاعر عرار (مأمور اجراءات عمان) يعرض عليه مشكلة ابن عمه مع هذه الضريبة الكبيرة، فاستوعب عرار المشكلة وسأله: “كيف بِدّك الدفع يا أبو قبلان؟”. فأجاب: “يا بيك خليها حسب المْروّة”. فتوجه عرار إلى كاتب الدائرة وأخذ يمليه كالتالي:
“حضر المحكوم عليه فارس يوسف اللوزي وأفاد بأنه لا يملك المبلغ في الوقت الحالي”.. قرار: “نقرر تأجيل الدفع إلى “غاد.. غاد”. هنا استغرب كاتب الجلسة ونظر إلى عرار متسائلا: “نعم يا بيك؟!”. فقال له عرار: “أكتب كما ذكرت لك “غاد.. غاد” وأكمل عرار موضحاً: “غين ألف دال، غين ألف دال”.
وما هي إلا سنة حتى أكمل المكلف دفع الضريبة وذلك “حسب المروّة”.
ملاحظة: مصدر الحكاية كتاب “بدايات وطن.. سيرة الشيخ عبدالله اللوزي/ أبو قبلان 1900- 1976)