يأخذكم موقع “زمانكم” هنا إلى عام 1965 مع أحد الكتب المدرسية. وهو كتاب الاجتماعيات للصف الرابع الابتدائي المخصص في هذا الصف لدراسة المجتمع الأردني، وهو المعادل للكتاب الحالي الذي يخترق شتى الصفوف بعنوان موحد هو “التربية الوطنية”.
الكتاب من تأليف مثقفين أعلام في وقتهم وإلى اليوم. وقد اخترنا الفصل الثامن الذي يحاول أن يعرّف التلاميذ على طرق معيشة السكان في المدينة والريف والبادية في وطنهم.
حاولوا أن تقرأوا من أية صفحة تريدون، ستلمسون الحس الانساني، والأسلوب القصصي الفني اللطيف. وعلينا أن نتذكر أن المناهج وقتها كانت تعمم على جميع الطلبة مهما كانت مدارسهم وأياً كان مستواها، ولهذا فهي تقدم مادة يتثقف منها جميع التلاميذ، ونرجوكم قارنوا ذلك بما يجري حالياً، حيث تتنوع طرق تعريف التلاميذ على وطنهم، بحسب المدرسة التي يتعلمون بها. وحتى عندما يتم الالتزام بتدريس المنهاج، فإنه يقدم على أنه “كتاب الحكومة”، مع ما يرافق ذلك من تعالٍ.
لاحظوا في الصور أدناه مثلاً، الجزء المتعلق بتعريف التلاميذ على عاصمتهم، والطريقة التي يأخذ بها المؤلفون شخصية افتراضية اسمها “نجيب) قادمة من قرية حسبان في مأدبا لزيارة العاصمة.
هل يمكن القول إن الملل السائد حالياً من دراسة المواد الاجتماعية لا يعود على جوهر تلك المواد، بل إلى أسلوبها ومحتواها؟