زمانكم-
هذه صفحة من صحيفة “فلسطين” التي كانت تصدر في يافا. والصفحة من العدد الصادر في 19 نيسان 1921 أي مباشرة بعد اللقاء الشهير بين الأمير عبدالله (الملك المؤسس) ووزير المستعمرات البريطانية (وزير الخارجية فيما بعد) ونستون تشرشل.
النص موقع باسم “سائح” وهو ينقل صورة عن الحالة في منطقة “شرق الأردن” من شتى النواحي الاقتصادية والأمنية والسياسية.
نذكّر القارئ أن ما هو منشور هنا ليس وثيقة بل وصف صحفي لشاهد عيان يقول إنه تجول في أنحاء الأردن، ثم قدم ذلك في سياق الحالة السياسية في المنطقة آنذاك.
في تلك الفترة، كان الاحتلال الفرنسي لسورية قد تم، وانتهى عهد الملك فيصل على المملكة السورية، وقد غادر فيصل إلى أوروبا. فيما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، ولم يكن مصير شرق الأردن قد تحدد. والواقع أن الأرشيف يشير إلى عدة أفكار كانت قيد النقاش، وكان قدوم الأمير أحدها، فيما كان زعماء المناطق المختلفة قد أقاموا ما يشبه الحكومات المحلية في مناطق نفوذهم شمالا وجنوباً ووسطا. بالطبع مع محاولات أو مشاريع للتواصل والتفكير بكيان سياسي موحد.
يورد النص وصفا للمجتمع الفلاحي البدوي الذي شاهده، ثم يورد عوامل تشير إلى الميل نحو الاستقرار واستبدال (الوبر بالمدر) وكيف أن البدوي إذا ألف الفلاحة والزراعة، رآى فيهما كسبا يغنيه عن الغزو، فترتاح البادية من أخبار الغزوات والثارات.
ثم يتحدث عن الظروف التي جعلت السكان عموماً في القرى والبادية، يتفاخرون بالرماية والفروسية وحمل السلاح، ويورد إحصاءا تقديرياً للقادرين على حمل السلاح في بعض المناطق التي زارها، ويقدره في مناطق السلط وعمان وما حولهما بحوالي 20 ألف موزعين على العشائر والقرى (التفاصيل موجودة في النص). ثم يقدر أن هناك بالإجمال في مختلف مناطق شرق الأردن حوالي 50 ألف قادر على حمل السلاح.
يتحدث عن النزاعات القبلية، وعن فرص تجاوزها، وان في ذلك أملاً للعرب في “الدول” المحيطة بشرق الأردن.
ثم يطرح السؤال عن تفكير الأمير، هل سيكتفي بإمارته أم سيعود لمشروعه الطموح في سورية الكبرى؟
النص أمامكم، ويمكن تكبير حروفه بالضغط فوق الصورة، وهو بكل الأحوال يعطي صورة عن النقاش السياسي الذي كان دائرا في بلدنا، وَحَول بلدنا، في ذلك الوقت.