زمانكم-
الصورة إلى أعلى لعدد من ترويسات منشورات الحزب الشيوعي في الفترة ما بين 1951- 1970.
أول اسم حملته جريدة الحزب كان “المقاومة الشعبية” ثم تحول عام 1964 إلى “التقدم” وفي عام 1970 تغير الاسم إلى “الجماهير”.
وفق قانون مكافحة الشيوعية، كانت حيازة منشورات الحزب أو توزيعها يعد نشاطاً حزبيا وبالتالي جرما يعاقب مرتكبه بالسجن حتى 15 عاماً، غير أن المدة “الدارجة” الفعلية كانت 10 سنوات.
كانت النشرة الحزبية تعد العنصر الأبرز في النشاط الحزبي السري، وكان صدورها دليلاً على أن الحزب لا يزال موجوداً ونشيطاً، وكان يطلق على المنشورات اسم “الجهاز الحزبي”، ويسمى عضو الحزب المسؤول عن التوزيع “مسؤول الجهاز”.
كانت التعميمات الحزبية الداخلية تحذر الأعضاء المعرضين للاعتقال من حمل المنشورات، وعلى العضو ان يتخلص منها فورا عند المداهمات أو التفتيش، لأن المنشورات هي الدليل القاطع، مع أن التعليمات اللاحقة كانت تطلب من الحزبي أن ينكر حيازته للمنشورات حتى لو عثروا عليها في منزله أو حتى في جيوبه.
كان السؤال الأول عند اعتقال أحد الأعضاء: “مسكوا (أو قظبوا) معاه إشي؟”، أي منشورات أو “مناشير” حسب التسمية الدارجة.
بالطبع كان الاعتراف وإعلان البراءة من الحزب واستنكاره علناً في الصحف أو في الدوائر الأمنية، يعفي صاحبه من السجن. لكن الحزب بالمقابل كان يفصل من يعترف أو يستنكر، وكان يسمي هذه العملية “تساقطا أو انهياراً أو كتّا”.
الجزء الأدنى من الصورة أعلاه يحمل صورة نشرة “المقاومة الشعبية” مكتوبة بخط اليد. والسبب أن مقر الحزب كان قد دوهم في نهاية عام 1951 وصودرت المطبعة الحزبية، واضطر الحزب لإصدار نشرته بخط اليد لمدة عامين كاملين.