زمانكم-
في نهاية 2015 أصدر المقدم المتقاعد الراحل سامي السماعين مذكراته بعنوان “مذكرات ضابط أردني.. خفايا وأسرار”. من إعداد وتحرير الدكتور عبدالله العساف والصحفية لينا مشربش
سامي سماعين المولود عام 1927 والمتوفى عام 2019 التحق بالجيش الأردني عام 1948، وعندما تأسس ما عرف بـ”القسم السياسي” عام 1957 التحق به نائبا للرئيس، والقسم السياسي هو الجهاز المكلف بالأمن السياسي الداخلي في الفترة التي سبقت تأسيس جهاز المخابرات عام 1964 غير أن نشاطه كان يشمل القطاعين العسكري والمدني، فيما كان جهاز الاستخبارات مسؤولا عن المسائل الاستخبارية المتعلقة بإسرائيل، وذلك وفق ما يقول صاحب المذكرات.
الكتاب مليء بالتفاصيل الخاصة بتلك الفترة التي كانت غنية بالأحداث لا سيما ما يتعلق بالعلاقات المتوترة مع الدول العربية المحيطة، رافقها نشاط استخباري وتجنيد عملاء متبادل من قبل أجهزة الاستخبارات، إضافة إلى مواجهة نشاط استخباري أمريكي إلى درجة أن الكتاب يخصص فصلا بعنوان “التآمر الأمريكي على نظام الحكم في الأردن”.
سنورد هنا رواية المرحوم سماعين لواحدة من محاولات الانقلاب التي تم كشفها واعتقال قادتها، حيث يخصص لها في المذكرات عدة صفحات بعنوان: “مؤامرة قاسم الناصر مع عبدالحميد السراج (تموز 1960)”.
قاسم الناصر ضابط من اربد، وهو أحد مؤسسي “حركة الضباط الأحرار الأردنيين”، كان يشغل منصب مدير الاستخبارات العسكرية، فر مع زملائه إلى سورية عام 1957 بعد انكشاف نشاطهم في الحركة. وفي عام 1960 يدخل سراً إلى الأردن، ويسبق ذلك معلومات عن كميات من الأسلحة دخلت الأردن عبر الحدود، وعن خطة للانقلاب صممت بالتعاون مع عبدالحميد السراج وزير الداخلية السوري آنذاك.
وفق مذكرات سماعين، فقد كانت المعلومات تصل تدريجيا، وقد تعرفوا بعد يومين من دخول الناصر إلى إربد على المنزل الذي يقيم فيه، وهو يعود إلى السيد هاجم الهنداوي المعارض المعروف حينها.
يورد السماعين تفاصيل محاصرة المنزل، ودخوله، ثم يورد صورتين التقطتا لحظة الاعتقال، ثم يورد تفاصيل نقل المتهم الرئيسي، واللقاء الذي جرى بيه وبين القائد العام حابس المجالي. ثم يفسر واقعة تسرب الصور التي التقطت إلى الصحافة المحلية والعربية، وينشر في الكتاب قصاصات الصحف التي نشرت الخبر حينها.
(ملاحظة: مصدر جميع الصور كتاب المذكرات)