زمانكم-
هذه قصة فريدة في تاريخ الفن والسياسة والإعلام في الأردن.
أبطالها: المطربة الكبيرة فيروز والرحابنة، ومدير الإذاعة حينها (وزير الإعلام الأردني الشهير لاحقاً) صلاح أبو زيد، والإذاعتين اللبنانية والأردنية، أما مكتشفها الذي قدمها لنا بعد عقود فهو الزميل الصحفي ممدوح أبو الغنم.
كان الزميل ممدوح يعد بحثاً لمتطلبات الماجستير في الإعلام، وبينما كان في مقابلة في بيت الوزير أبو زيد، مرت على هامش الحديث سيرة أغنية عن معركة الكرامة لفيروز اسمها “قصتنا الكبيرة”، كان أبو زيد يبدي استياءه من نسيانها.
استوقف الأمر الزميل الباحث، فأوضح الوزير أبو زيد قصة الأغنية كالتالي:
كان “الأخوين رحباني” قد كتبا ولحنا أوباريتا غنائيا خاصاً بيوم الكرامة، وكان يفترض أن يُبث بذكرى مرور سنة على المعركة، أي في 21 آذار 1969، ويتضمن الأوباريت في ختامه اغنية جميلة لفيروز.
لكن الظرف الأمني الصعب في الأردن حينها منع الرحابنة من إيصال الأغنية في موعدها.
اتفق أبو زيد مع الرحابنة على خطة بسيطة تحقق الهدف، فقد طلب منهم بالتنسيق مع الإذاعة اللبنانية أن تُبث الأغنية فجر أحد الأيام قبيل الموعد، بينما يتولى فريق من الإذاعة الأردنية مهمة التقاط الغنية بأفضل صوت صباحا من احد مرتفعات الحدود الشمالية للأردن كنقطة قريبة، وهو ما حصل فعلاً بإشراف وحضور الوزير أبوزيد نفسه، وبهذا أمكن للاحتفال أن يتم بالصورة المخطط لها.
تقول كلمات الأغنية التي تختتم بها فيروز الأوباريت:
العامل الصغير يكتبُ كلّ يوم حرفاً من التاريخ قبل النوم
والولدُ الصغير في غرفة بالبيت يكتب أقمارًا تضيء البيت
والزارعون يكتبون السطر في التراب.. ويتركون إسمهم يسقط في التراب
وجيشنا يكتبُ تاريخًا لنا بالدّم بالرصاص بالحِراب
ويكتبُ الأردنّ بذهبِ الكرامة بالعزّ بالشهامة تاريخًا كبيرًا يكتبُه الأردن
ويُنشدُ الأردن أغنية بهية حسناء كالحرية أغنية قدسية يُنشدُها الأردن
وإنني نذرتُ يا بلادي .. صوتي لأجل الحق والجهادِ
لقصتنا من شرقنا جميلة … للحبِّ .. للعزّةِ .. للبطولة
………………..
ملاحظة: الأغنية متوفرة على يوتيوب لمن يرغب الاستماع إليها بعنوان (فيروز قصتنا الكبيرة)
الصحفي ممدوح ابو الغنم