“مقالة رئيس التحرير”
بالمناسبة؛ إن الفعل (نَبَشَ يَنْبِش)، هو فعل فصيح وله المعنى ذاته في اللهجة المحكية… ما علينا.
ها هو موقع “زمانكم” في منتصف أسبوعه الثالث. لا زلنا نتفاجأ بحجم الاحتفاء به؛ فقد تحوّل مباشرة إلى مصدر لأخبار الماضي عند كثيرين ممن اعتادوا فقط على العناية بأخبار الحاضر!
بعض ما نشرناه كان له وقع الدهشة: “الأردن يصدر القمح إلى مصر عام 1965”! “طَرْد محمود الكايد من المدرسة عام 1953”! “انتخاب ملكة جمال الأردن عام 63”! “اعتقال الفنانة النحاتة الأردنية منى السعودي بتهمة محاولة اغتيال بن غوريون عام 1969″! ” الاستقلال سنة إعلانه عام 1946″! “هزاع المجالي يكتب عن المصلحة العامة سنة 1946!.. وغير ذلك.
الزملاء في الاعلام اهتموا بالموقع أيضاً؛ الزميلة (غادة الشيخ) في صحيفة “الغد” كتبت تقريراً موسعاً عن الموقع، وأجرت الزميلة (هبة جوهر) في إذاعة “فرح الناس” مقابلة مع رئيس التحرير مخصصة حول الموقع، وتم الإعلان عن أن المحطة ستخصص بانتظام فقرة للموقع، وفي اليوم نفسه أجرى الزميل (عمر عياصرة) في قناة “اليرموك” التلفزيونية مقابلة مطولة مع رئيس التحرير حول الموقع، اشتغل على إعدادها الزميل (لقمان السكندر)، وأخبرتنا إذاعتان أخريان عن أنهما ستخصصان حيزاً من فقراتهما الصباحية لتناول مواد مختارة من “زمانكم”. أما المواقع الالكترونية الزميلة، فقد نقلت كثيراً من مواد الموقع، وتلطف كثير منها وذكر المصدر.
حسناً، شكراً للجميع، وشكراً بالطبع لمتصفحي الموقع الذين “يقفز” عددهم يوماً بعد يوم. لكن، اسمحوا لي هنا ببعض الكلمات؛
من الواضح أن هناك شوقاً للتعرف على الماضي، وفي ذلك -على الأرجح- شوق لفهم الحاضر. بل إن فهم حاضر أية ظاهرة، من أي نوع كانت، في مجتمعنا وبلدنا، سياسية كانت أو اجتماعية أو اقتصادية تنموية أو ثقافية فنية، لا يكتمل إلا بالتعرف على جذرها.
لكن تعالوا نفكّر بالأمر قليلاً؛ هل كشف جذر أو ماضي أي ظاهرة، هو مجرد فضول؟
على العكس تماماً إن فهم الماضي يشكل أحد مستويات الصراع على الحاضر والمستقبل، ولهذا فإن هناك على الدوام مَن “يقاتل” لكي لا نفهم الماضي. لاحظوا في الدول التي تعيش مستويات أقسى من الصراع حالياً؛ كيف أن طمس الماضي (مجسداً بالعدوان على المتاحف والآثار وحرق الكتب التاريخية وقتل حَمَلَة الذاكرة الوطنية…)، يُعد مهمةً أولى وأساسية للمعتدي، سواء أكان هذا المعتدي محتلاً أو مجرد عميل للمحتل والمستعمر الجديد.
كلمة أخيرة: يحاول الموقع أن يقدم مادة شاملة للماضي بالمعنى الواسع الذي أوضحناه في أكثر من مكان؛ ماضي المجتمع والناس والدولة، لا تبخلوا علينا بملاحظاتكم وبما يتوفر لديكم من مواد تنسجم مع محتوى الموقع، وسوف تجدون، أنتم وموادُّكم، أقصى درجات الاحترام منا.
أحمد أبوخليل