زمانكم-
في مذكراته التي نشرها بعنوان: “ليس سهلا أن تكون ملكاً” يروي المرحوم الملك حسين الحادثة الطريفة التالية التي حصلت معه بعد تتويجه بقليل.
يقول الملك حسين:
“في إحدى المناسبات زرت المملكة العربية السعودية لمقابلة الملك ابن سعود قبل وفاته بفترة قصيرة. كان قد وهن إلى درجة أنه لم يعد في وسعه السير في ممرات قصره الطويلة، لذلك كان يستخدم كرسيا بعجلات.
أقمت في أحد قصوره، حيث جاء لزيارتي.. خرجت للبوابة للقائه. والقصور السعودية كبيرة ولها ممرات واسعة تصل ما بين البوابات وقاعة الاستقبال. حضر الملك على كرسي بعجلات. وفي الوقت نفسه حضر خادم يدفع كرسيا آخر بعجلات. لم يقل شيئاً، لكنه دفع الكرسي بتحفظ ناحيتي.
أصبحت بحيرة حقيقية، وقلت متسائلاً: أرجو المعذرة.
فأجابني أحدهم: إنه لك يا صاحب الجلالة.
رددت: شكرا جزيلاً، إنني على ما يرام، ولا مانع لدي من المشي قليلاً.
ثم فجأة تنبهت للأمر، فقد كان مما يقلل من مكانة الملك أن يجلس هو بينما أسير أنا. فجلست على الكرسي ذي العجلات، وقام أحدهم بدفعي بتؤدة جنبا إلى جنب مع الملك، ووجدت صعوبة في النظر في عيون مساعديّ الذين بالكاد تمكنوا من إخفاء ضحكاتهم”.