زمانكم- أحمد أبو خليل
في عيادته التي لا تزال قائمة في جبل عمان، استقبلنا الدكتور المعروف سليمان دحابرة، وحدثنا عن ذكرياته عن القصيدة التي كتبها أيام العدوان الثلاثي على مصر، في تشرين ثاني 1956 والتي احتفت بها الصحافة المصرية ونشرتها عدة مرات، وظلت الإذاعة المصرية تبثها يومياً إلى أن اعتُمدَت ضمن أبرز أناشيد المعركة وغنتها ثلاث مطربات هن الشقيقتان: فايدة كامل وأميرة كامل ثم غنتها المطربة الشهيرة نجاح سلام.
يعود الفضل في تنبيهنا إلى النشيد وصاحبه إلى الدكتور زيد حمزة (وزير الصحة الأسبق) وهو زميل دراسة للشاعر دحابرة في تلك الفترة، الذي كتب في 16 أيار 2017 في صحيفة “الرأي” مقالاً بعنوان: “شاعر أردني في معركة بور سعيد“. وكانا (حمزة والدحابرة) قد عاشا إلى جانب زميلهما جميل بدور وآخرين تلك الذكريات معاً في حينها كطلاب طب في القاهرة.
وفق ما قاله الدكتور دحابرة، فإن الطلبة الأردنيين عاشوا الأحداث السياسية والثقافية وتفاعلوا معها إلى جانب زملائهم الطلبة العرب والمصريين. وقد شكلت واقعة تأميم قناة السويس من قبل الرئيس الراحل عبدالناصر، ثم الحرب العدوانية التي شنتها بريطانيا وفرنسا واسرائيل فيما عرف بالعدوان الثلاثي وصمود مدينة “بور سعيد” ومقاومتها… شكلت هذه الأحداث ذروة النشاط السياسي والجماهيري.
يكتب “شاعرنا الوطني” كما كان يلقبه زملاؤه آنذاك (بحسب الدكتور زيد) قصيدة ويرسلها للصحافة المصرية التي تحتفي بها بشكل استثنائي، ثم تلحن كنشيد مع إبراز كونها لشاعر أردني، وتغنى من قبل 3 مطربات إلى جانب أناشيد لشعراء آخرين.
وبعد زمن قصير يقوم المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب الذي كان يرأسه حينها الراحل الكبير الدكتور طه حسين، باختيار 5 مبدعين من عدة مجالات ويكون شاعرنا الطالب دحابرة أحد المكرمين ويتلقى من الدكتور طه حسين ميدالية تطالعون صورتها أدناه.
الدكتور سليمان دحابرة من مواليد قرية “شطنا” في محافظة اربد عام 1933. سافر وهو في الخامسة عشرة إلى القاهرة عام 1948 وأكمل سنوات مدرسته الأربع الأخيرة في القاهرة، ثم حصل على مقعد طب في جامعة القاهرة، قبل أن يعود إلى وطنه طبيبا ليساهم في تطوير قطاع الطب العام إلى جانب زملاء له رواد هذا القطاع، فأسهم في تأسيس كلية الطب في الجامعة الأردنية وفي تأسيس مستشفى عمان الكبير (مستشفى الجامعة حاليا).
تطالعون أدناه نص القصيدة وعدداً من صور الاحتفاء بها وبقصيدة غيرها للدحابرة في الصحافة المصرية: