هذه المقالة كتبها المحامي ابراهيم بكر في 13 تموز 1953، في صحيفة “الحوادث” الأردنية، بعد خمس سنوات وعدة أشهر من صدور قرار التقسيم، كما ذكر بكر نفسه في مطلع المقالة.
كان بكر في تلك الأيام قد انضم حديثاً إلى الحزب الشيوعي الأردني، وكان موقف الحزب الخاص بموافقته على قرار التقسيم مثار جدال في الأوساط السياسية، وهو ما يشير إليه بكر هنا، مع انه كحزبي ملتزم يجزم بأن هذا الموقف أصبح عاماً ومقبولاً. في سنوات لاحقة غادر بكر الحزب الشيوعي والتحق بمنظمة التحرير.
هذا المقال ينتمي الى فترة كانت الدولة الأردنية تعيش سنواتها الأولى في موضوع ارتباطها الخاص بالقضية الفلسطينية، وفي هذا المجال يكتب ابراهيم بكر: الانصاف يدعونا إلى القول بان الذين يعانون أشد ما يعانون سياسياً واقتصاديا واجتماعياً وثقافياً وأخلاقياً جراء النكبة، هم الفلسطينيون المقيمون خارج الأردن والأردنيون، وأن الأردن وحده من بين سائر الأقطار العربية، هو القطر الوحيد الذي أصبحت مصلحته تقترن عملياً بالقضية الفلسطينية، وهو الذي تأثر تأثراً عميقاً في جميع نواحي الحياة فيه بما ترتب على نكبة فلسطين من اهوال ومصائب”.
لعلكم تلاحظون في هذه الفقرة وغيرها، بعض المفردات السياسية “الطازجة”، او لنقل الأفكار التي كانت قيد التكوين والتعريف.
بمقدوركم تجاوز هذه السطور الإضافية التي نعلق بها وقراءة المقال ذاته، وذلك قد يخدم في التعرف على محتوى ومستوى النقاش السياسي في بلدنا قبل ستين عاماً.