زمانكم-
سيرة قبيلة الحويطات غنية بالتاريخ الشفوي والحكايات المروية المتنوعة والمختلفة عن بعضها أحياناً.
من ذلك قصة تسمية جد العشيرة “حويط” التي تقول وفق إحدى الروايات ما يلي:
إن الاسم الأصلي لحويط هو “غازي“، واسم والده محمد، وإنهم رحلوا بعد اضطهاد تعرضت له عشيرتهم في مكة والمدينة المنورة، وأن الطفل غازي كان في الثامنة من عمره عندما تحرك مع والده وبرفقتهما العبد راشد، وهربوا شمالا من الملاحقة. ولكن والد غازي أصيب بالحمى بعد مغادرة المدينة المنورة وتوفي اثرها ودفنه العبد راشد، وواصل طريقه برفقة الطفل ووصلا الى العقبة.
كانت العقبة تحت إمرة شيخ بني عطية واسمه معاذ بن عطية. فقابله العبد راشد وشرح له قصة الطفل غازي، فاحتضنه الشيخ معاذ بني عطية وعندما صار شابا زوجه إحدى بناته.
اما سبب تغيير اسم غازي إلى “حويط” فتقول الرواية إن “باشا الحج” العثماني أنشأ في العقبة مستودعات للمؤن لتزويد الحجاج بها وهم في طريقهم إلى الديار المقدسة، وعين معاذ بني عطية مشرفا وأمينا عليها.
وفي إحدى السنين العجاف، لحق الجوع بمعاذ وجماعته، فاضطروا لأخذ بعض المؤن من المستودعات. وعندما حضر باشا الحج، لمس هذا النقص، فاستفسر من معاذ، فطلب الأخير منه أن يمهله الجواب قليلاً، وعاد إلى جماعته يستشيرهم عله يجد جوابا مناسباً، فلم يجد الجواب، وأخيرا استشار الفتى غازيا، فأشار عليه أن يذهب إلى باشا الحج وبيده رغيف خبز وحجر، ويسأل الباشا: إذا جاع الإنسان، هل يأكل من هذا أم من هذا؟
انطلق معاذ نحو الباشا، ونفذ مشورة غازي، فأجاب الباشا: طبعا من الخبز. فقال معاذ: هذا ما فعلناه، جعنا فأكلنا منه. فقال الباشا: إن هذا الجواب ليس منك، وإلا لم استمهلتني؟ فقال معاذ: نعم هذا جواب هذا الصبي. فأعجب الباشا به وقال: هذا الصبي “حويط”.
ومعنى حويط: الذكي الفطين. ومنذ ذلك الوقت غلب اللقب الجديد على الاسم، ثم سمي نسله “الحويطات” نسبة إليه.
نذكّر بما أشرنا إليه أن هذه إحدى الروايات وقد نقلناها من كتاب “الحويطات من كبرى قبائل العرب” لمؤلفه عدنان عطار. ووفق الكتاب أن ذلك حصل في القرنين 15 و 16.