زمانكم-
هذه واحدة من حكايات السياسة والإدارة الأردنية في العقود الأولى، وقد سجلها السيد نذير رشيد (وزير الداخلية ومدير المخابرات العامة الأسبق) في كتابه: “مذكراتي.. حساب السرايا وحساب القرايا”
السيد رشيد أطال الله عمره، من مواليد السلط عام 1929، ومن المرجح أن الحادثة وقعت في مطلع أربعينات القرن الماضي عندما كان في الثانية عشرة لنه يقول إنها حصلت وهو في نهاية الابتدائية.
يروي السيد رشيد قصة اضراب نفذه تلاميذ المدارس الكبيرة في السلط وعمان واربد والكرك احتجاجا على قرار لوزارة المعارف (التربية والتعليم) برفع علامة النجاح من 50 إلى 60.
يقول: أضربنا رغم اننا كنا صغارا، ولكن العطلة كانت أمرا ممتعا ومشجعا على الاضراب! واستمر الاضراب لفترة تزيد عن شهرين.
بعدها استدعى الأمير عبدالله طلابا منتخبين من كل مدرسة لمقابلته في قصره في الشونة الجنوبية، وعندما اجتمع بهم سأل أحدهم من قادة الاضراب سؤالاً غريباً: “كم حرفاً بعد الياء وكم حرفاً قبلها؟ فارتبك الطالب واحمر وجهه، ولم يستطع ان يجيب. ثم سأل أحد الطلاب المسيحيين عن بعض الفروق بين الطوائف المسيحية؟ فعجز كذلك عن الإجابة.
ربح الأمير المواجهة مع الطلاب وأمر لهم بالغداء، وطلب منهم العودة إلى مدارسهم والانتباه لدروسهم والتطلع إلى المستقبل. وانتهى الاضراب!
ويذكر أن هذه ليست المرة الوحيدة التي يواجه فيها الأمير محتجين بمثل هذه الأسئلة، وبالنتيجة يحرجهم ويتغلب عليهم.