في عام 1964 نشأ وضع سياسي وعسكري خطير في المنطقة ناتج عن قيام اسرائيل بتحويل روافد نهر الأردن، حينها دعا الرئيس عبدالناصر للقاء على مستوى الملوك والرؤساء سمي “لقاء الأقطاب” أو “لقاء الذروة”، وتقرر في اللقاء التصدي للمشروع الاسرائيلي، على أن تترتب على الدول التزامات مالية.
قوبل اللقاء بحماس بالغ على المستوى الشعبي في حينها، وبلغ الأمر مداه في تنظيم عمليات تبرع لتغطية المساهمة الاردنية في الالتزامات المالية؛ فقدمت المؤسسات الكبرى (شركات الاسمنت والفوسفات والبنك العربي وشركة الكهرباء وشركة التبغ إضافة إلى عدد من رجال الأعمال، منهم توفيق الطباع وجودت شعشاعة وشحادة الطوال، مبالغ مالية كبيرة.
كما قرر مجلس الوزراء أن تكون مساهمة الموظفين الحكوميين على شكل تبرع بأجرة يوم عمل، وقد استثني من ذلك الموظفون الذين تقل رواتبهم الشهرية عن ثلاثين دينارا .
موقع زمانكم ينقلكم من خلال صور الأخبار التي نشرتها الصحف عن تلك الحملات، إلى جو خاص كان سائداً، في وقت كانت الأمة تعيش حالة من الحماس العام وتضع آمالها في قادتها، غير أن الأخبار من جهة أخرى تشير إلى نوع الوظيفة “الوطنية” التي كان يؤديها القطاع العام، إلى جانب المؤسسات الكبيرة العامة والخاصة.