زمانكم-
تعبير “جَهْدِ البَلا” يستخدم على نطاق واسع في اللهجات الأردنية وفي مختلف المناطق، ويلفظ ككلمة واحدة “جهدبلا”، وهو في كل الحالات يعني وقوع الشخص في موقف حرج نتيجة تخجيل أو تعجيز أو استفزاز بقصد التحدي، وما يشابه ذلك من مواقف. فيقول الأردني: “انْجَهَدْ بَلايْ” على عمل كذا، بمعنى اضطررت إلى عمله.
غير أن ذلك مشروط في الأمور الكريمة، فلا يجوز أن يستجيب الأردني لجهد البلا في أمور شائنة. أي أن الاستجابة لجهد البلا تحسب لصالح المستجيب لا ضده.
قبل سنوات، وأثناء اشتغال كاتب هذه السطور (أحمد أبو خليل) في بحث حول أنماط الغذاء في الأردن في النصف الأول من القرن العشرين، تعرّف على استخدام خاص لتعبير “جهدالبلا” عن عشائر العدوان.
فعندهم أن أشهر حالات جهد البلا هو الضيف المفاجئ. ولهذا كانوا يحتاطون سلفا لكي لا يقعوا في الحرج.
ويكون الاحتياط للضيف المفاجئ (جهد البلا)، بأن يحفظوا له كل مستلزمات الضيافة ولا يقترب منها أحد، وتتكون من: خروف يربى بشكل معزول يسمونه “رَبُوبَة” لأنه يأكل أكلا خاصا حتى يسمن، ومقدارا من الدخان “الهيشي” ولا يستخدمون منه حيث يحفظ في إناء جلدية يسمونه “شِنّه”، وفي البيوت الميسورة كان الاحتياط يشمل السمن والجميد وعلف فرس الضيف.