زمانكم-
لعلها واحدة من أشهر الأحداث السياسية في الأردن، نقصد قصة محاولة الانقلاب التي حوكم بها مجموعة “الضباط الأحرار” عام 1957.
أحدهم، الضابط ضافي الجمعاني يروي في مذكراته التي كتبها بعنوان “من الحزب إلى السجن” يروي قصة محاولة 9 ضباط الهروب من سجن الجفر من خلال حفر خندق. ويذكر من شركائه الضباط: محمود المعايطة، وشوكت السبول، وشاهر شحوت، وداوود عبدالهادي ومنذر عناب ومحمود القريوتي.
المحاولة اكتشفت بعد أسبوع من الحفر الناجح.
يروي الجمعاني بداية الفكرة التي استوحوها من قصة قرأوها عن ضابط بريطاني فر من معتقله بعد الحرب العالمية الثانية.
يقوم الضباط في الجفر بدراسة للمكان، ويستعينون بمعتقل سياسي من خارج مجموعتهم هو الطبيب وديع حداد الذي كان يُسمح له بالخروج لمعالجة مرضى المنطقة المحيطة في الجفر، فيطلبون منه ان يشتري لهم عدة الحفر من الخارج حيث يستطيع التحرك.
ثم يكلفون زميلهم الضابط المعتقل شوكت السبول بإجراء رصد خارجي للمكان، ويختارون الموقع الأفضل، ويستشيرون أحد المهندسين من المعتقلين حول العمق المطلوب. ويبدأون الحفر في أوقات ووسائل مدروسة.
غير أنهم بعد أسبوع، وبينما كان أحد الحراس يتجول تمكن من رصد صوت الطَرْق في الأسفل، ولم تنفع محاولة تدارك الأمر، فاكتشفوا.
في الصور أدناه تقرأون وصفاً تفصيليا سجله السيد الجمعاني ونشره في مذكراته. غير أن الإدارة بعد التحقيق اكتفت بردم الخندق ولم تعاقبهم معاقبة خاصة بسبب هذا الأمر.
ملاحظة: عنوان كتاب الجمعاني “من الحزب إلى السجن” لا يقصد به سجن الجفر بل سجن المزة في سورية حيث اعتقل لمدة 23 عاماً بسبب خلاف مع قيادة حزب البعث الذي كان الجمعاني أحد قادته.