زمانكم-
في كتابه “بدايات وطن.. سيرة الشيخ عبدالله اللوزي” يورد عمر اللوزي الحكاية التالية التي تعكس جانبا من تقاليد العلاقات بين مسلمي الأردن ومسيحييه.
“روى جودة عكروش أحد وجوه الفحيص انه برفقة برهم سليمان الطعيمة، زارا عبدالله اللوزي عام 1969 وكان ذلك في شهر رمضان، وانه بمجرد دخولهم، أحضر أحد أبناء مضيفهم القهوة. فقال له برهم الطعيمة: الدنيا رمضان يا أبو قبلان والوقت وقت صوم. فرد عليه عبدالله اللوزي: ألم نكن في منازلكم وانتم صائمون (صيام الفصح لدى المسيحيين) فقدمتم ما جادت به أنفسكم، فكانت طيباته لنا محرمة عليكم في وقتها؟ وكان يقصد التذكير بوليمة المناسف التي قدمت دون ان يأكل منها المضيفون الصائمون. وأكمل أبو قبلان: اليوم انتم ضيوفي وأنا وربعي صائمون، أفلا نرد الكرم بالكرم نفسه؟
خرج المرحوم برهم على أم قبلان وقال لها: بالله يا ام قبلان تصلّي على عيسى ومحمد ولا تكملي، وسنعود في المساء لكي نتناول العشاء معكم. فلم تلتفت له ولم تأبه بطلبه، وما كانت الساعة الثالثة حتى كان طعام الغداء جاهزا في رمضان.”