زمانكم-
هي آخر وثائق مشروع وصفي التل. فقد رعى الشهيد مشروعا باسم “الاتحاد الوطني الأردني”، لم يقدر له أن يكمل العمل فيه. غير أن المشروع استمر لسنوات بعده وسرعان ما انتهى إلى صيغ شكلية طالها الكثير من التشويه.
صدر عن المشروع وثيقة هامة تحت عنوان “الميثاق”، وهو قد يكون الوثيقة الأكثر شمولا لأفكار وصفي التل وفريقه المتعلقة بشتى شؤون الوطن.
اخترنا لقراء “زمانكم” عشرة صفحات تشكل الفصل الرابع من الميثاق بعنوان: “البنيان الاقتصادي”. تطالعون الصفحات مصورة من نسخة أصلية إلى أسفل.
برغم تبدل المعطيات لكن المبادئ المنشورة تعكس نمط التفكير التنموي ومجمل الفكرة الاقتصادية، وهي بتقديرنا لا تزال مفيدة في بعض الشؤون ولكنها حكما مفيدة كمنهج.
من المفاجئ مثلاً أن نقرأ ليس فقط عن “حد أدنى” للدخل بل أيضاً عن “حد أعلى” للدخل. لاحظوا أن الكلام ليس عن حد الأجور بل عن الدخل. ثم يضع شعارا يقول “لا عبيد فاقة ولا عبيد مال”.
ثم يعرض القطاعات المكونة للاقتصاد وهي: الحكومي والمختلط والخاص والتعاوني. وهي قطاعات ينبغي أن يتم التعامل معها من منظور “وحدة الاقتصاد الوطني”.
ثم يقدم بعض التفاصيل فيما يتعلق بالميادين الرئيسية للانتاج وأولها الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، بل يتحدث عن “تفويض الأرض لمن يعملون فيها”.
وفي الميدان الصناعي تصف الوثيقة الأردن بانه بلد في مرحلة النمو، ولا يواجه مشكلة الاقطاع أو الرأسمالية ولا مشكلة كثافة السكان أوفقر الموارد، لذا فإن امكانات إعماره سهلة ومتيسرة.
ندعو قراءنا لقراءة متمعنة لهذه الصفحات، لعلهم يخرجون بمقارنة بين المنطق الذي كان سائدا في إدارة الدولة في ذلك وبين الحالة التي تلتها منذ ثمانينات القرن الماضي.